دليل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على الخدمات الحكومية
د. عقبة خليفة حفتر
خبير إدارة أدوات المستقبل الرقمية
إن الذكاء الاصطناعي يشهد تطورًا سريعًا في جميع المجالات، بما في ذلك القطاع الحكومي. فهو يمثل أداة قوية لتحسين الأداء وتعزيز الأمن، إلا أن استخدامه قد يحمل في طياته مخاطر كبيرة إذا لم يتم التعامل معه بحذر. في هذا السياق، ظهرت مجموعة من الأدوات الذكية التي يمكن أن تساهم في تطوير وتعزيز الدفاعات السيبرانية داخل المؤسسات الحكومية، وفي الوقت نفسه، قد يتم استغلالها من قبل الأطراف المعادية للتهديد بالهجمات المعقدة. لذا، من المهم تسليط الضوء على هذه الأدوات، وشرح كيفية الاستفادة منها بشكل آمن وفعال في تحسين الخدمات الحكومية، مع مراعاة المخاطر التي قد تطرأ نتيجة لسوء استخدامها.
1. WormGPT
الوصف: أداة تعد نسخة معدلة من نماذج الذكاء الاصطناعي، تهدف إلى تنفيذ عمليات خبيثة مثل التصيد الاحتيالي وكتابة البرمجيات الضارة.
• الدور في الخدمات الحكومية: يمكن الاستفادة منها لاختبار الأنظمة الأمنية لمحاكاة هجمات التصيد الاحتيالي ورفع الوعي السيبراني.
• الخطر: في حال إساءة استخدامها، يمكن أن تؤدي إلى اختراق البيانات الحساسة داخل المؤسسات الحكومية.
• التوصيات: يجب دمج أدوات تصفية البيانات وتحليل النصوص للكشف المبكر عن رسائل التصيد، وتدريب الموظفين على التعرف عليها.
2. PentestGPT
الوصف: أداة لاختبار الاختراق واكتشاف الثغرات الأمنية في الأنظمة.
• الدور في الخدمات الحكومية: يساعد في إجراء اختبارات أمان داخليّة لضمان حماية البنية التحتية الرقمية الحكومية.
• الخطر: قد يستغلها القراصنة للكشف عن الثغرات واستهداف الشبكات الحكومية.
• التوصيات: ينبغي استخدام هذه الأدوات تحت إشراف فرق أمنية معتمدة وتطبيق سياسات صارمة على الوصول إليها.
3. ChaosGPT
الوصف: أداة تتيح محاكاة سيناريوهات مدمرة مثل الهجمات السيبرانية واسعة النطاق.
• الدور في الخدمات الحكومية: يمكن استخدامها لاختبار قدرة الحكومات على التعامل مع الأزمات الكبرى والهجمات المتقدمة.
• الخطر: في حال تسريب الكود المصدري، قد يُستخدم ضد الحكومات لاستهداف البنية التحتية الحيوية مثل الطاقة والمياه.
• التوصيات: يجب حظر تشغيل هذه الأدوات خارج المختبرات الأمنية، وتطوير أنظمة مراقبة سلوكية استباقية لمواجهة الهجمات.
4. AutoGPT
الوصف: أداة مفتوحة المصدر تهدف إلى أتمتة المهام وتحليل البيانات.
• الدور في الخدمات الحكومية: يمكن استخدامها لتحسين الأبحاث الحكومية وأتمتة عمليات التقارير والتحليلات.
• الخطر: قد يُساء استخدامها لجمع معلومات حساسة حول الموظفين أو الأنظمة الحكومية.
• التوصيات: يجب الحد من الوصول إلى الأنظمة الحساسة وتعزيز التشفير أثناء معالجة البيانات.
5. VulnGPT
الوصف: أداة للكشف عن الثغرات الأمنية في الأكواد والشبكات.
• الدور في الخدمات الحكومية: تساهم في فحص الأنظمة الحكومية بشكل دوري لضمان عدم وجود ثغرات.
• الخطر: قد يُستغل من قبل القراصنة لاكتشاف ثغرات محددة في الشبكات الحكومية.
• التوصيات: يفضل دمج أدوات مراقبة الشبكات لمنع الوصول غير المصرح به وتطوير فرق استجابة سريعة للحوادث الأمنية.
6. ThreatGPT
الوصف: أداة لتحليل التهديدات الإلكترونية والتنبؤ بالهجمات السيبرانية.
• الدور في الخدمات الحكومية: تساعد في تطوير استراتيجيات استباقية للتعامل مع الهجمات الإلكترونية.
• الخطر: يمكن استخدامه من قبل أطراف معادية للتخطيط لهجمات موجهة ضد الأنظمة الحكومية.
• التوصيات: يجب تطوير برامج ذكاء اصطناعي مضادة لتحليل التهديدات وإحباط الهجمات قبل تنفيذها.
الخاتمة
إن أدوات الذكاء الاصطناعي تحمل إمكانيات هائلة لتعزيز الأمان وتحسين الأداء في الخدمات الحكومية، ولكن استخدامها يتطلب اليقظة والاهتمام. يمكن لهذه الأدوات أن تسهم في تعزيز الدفاعات السيبرانية وتطوير استراتيجيات الأمان، ولكن من الضروري أن يتم استخدامها في إطار سياسات أمنية مشددة لضمان عدم إساءة استغلالها. لذا، يجب على الحكومات أن تتبنى استراتيجيات قوية تشمل التدريب المستمر للموظفين، فرض تشريعات صارمة، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التهديدات الإلكترونية. في النهاية، مع الاستخدام الصحيح والمسؤول، يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تصبح درعًا قويًا لحماية البنية التحتية الحكومية ومواجهة التحديات المستقبلية.
